أحدثت رسالة الرؤية السامية أثرها الكبير في تطوير وازدهار حركة التصميم في المملكةالعربية السعودية فكان اهتمام المملكة في أثر هذه الصورة البصرية بشكل واضح للعيان. حيث وضعت الصورة المرئية أساسًا محوريًا في كيفية الظهور الاعلامي للمشاريع الكبرى والجهات الحكومية والخاصة التي تصب جهودها في تحقيق أهداف الرؤية السامية. فكانت الخطوة الأولى التي أحدثت النقلة النوعية في حركة التصميم هو فيإنشاء دليل للظهور المشترك لكافة المشاريع والأعمال المنجزة في ظل الرؤية.

هذا التوحيد للصورة البصرية لكافة أشكال الظهور المرئي على القطاعات أبرز قوة المعاني والأهداف التي تقف خلف كل ظهور بصري لمشروع ما أو عمل يحقق أهداف الرؤية … ليصبح مجال التصميم بكافة أنواعه وأشكاله مرتبط بتوحيد أهداف الرؤية داخليًا وخارجيًا يحمل رسالة ومعنى في سبيل وجهة موحدة.  

يعيدنا هذا الأمر لحقيقة تأثير الجانب البصري في حياة الانسان. حيث يمكن لثقافة الصورة تخطي الحواجز الجغرافية والاختلافات اللغوية وبإمكان الصورة قراءة المكان وما يدورفيه ومدى علو ذائقة قاطنيه وتقدمهم الحضاري.

فتمثلت الجهود التصميمية بشكل عام في البيئة المبنية والمنتجات والظهور البصري في الاعلام لينعكس خارجيًا بشكل جمالي ويحمل بداخله قيم سامية تعكس ثقافة المملكة الغنية والمتنوعة وتواكب المعايير والممارسات العالمية في مجال التصميم.

هذا مايسمى بقوة الصورة البصرية على الأعمال اذ بإمكانها أن تؤدي إلى تعزيز الثقةوالانتماء إذا تم امتثاله لهدف واحد كما وضعتها الرؤية لجميع التغيرات التي تسعى إلى تحقيقها لتكون في منظور موحد.

ولرؤية أبرز ملامح هذه النقلة النوعية في التصميم بعد تأثرها في الظهور المشترك في تحقيقلأهداف الرؤية سنذكر بعض الحركات المميزة في هذا الشأن:

‍

１- حركة التصميم في العمران والمنتجات السعودية.

２- حركة التصميم في التعليم.

３- حركة التصميم في الأيام الوطنية والمواسم الدينية.

４- حركة التصميم في الجهات الحكومية والخاصة.

１- حركة التصميم في العمران والمنتجات السعودية

منذ القدم والمملكة لديها لمستهاالفنية التصميمية التي تعتبر كنزًا ثقافيًا يدعو إلى الفخر…فما فعلته الرؤية بهذاالخصوص أننا أنشأت هيئة الفنون والعمارة لتستشف تاريخ المملكة وثقافتها والآصالةالتي تتمثل في ألوان ثقافة المملكة المختلفة…وتنهض بالاهتمام وتنظيم قطاع الفنونوالعمارة وتحفيز الحراك الفكري والابداعي في جميع اختصاصات التصميم.

ونذكر احتفاء الهيئة بإطلاق ميثاقالملك سلمان العمراني للاحتفاء بالقيم التي حرص خادم خادم الحرمين الشريفين علىوجودها في المشاريع العمرانية في منطقة الرياض.  واستخلصت الهيئة القيم التوجيهية السامية وأعادتصياغتها في قالب علمي من أجل اثراء الإنتاج الفكري والعمراني لاستحداث هويات محليةمعاصرة تلتزم بالاطار العام للميثاق مع مراعاة التنوع في البلاد.

ومن أحد أعمال الهيئة في تنظيم هذاالقطاع مبادرة صمم بالسعودية للاحتفاء بالمنتجات المحلية والصناعة الوطنيةوتصميمها بمواصفات معينة تزيد من ثقة المستهلكين وتمثل الجودة والاصالة وتمنحالتقدير المنصف للمصممين السعوديين.

２- حركة التصميم في التعليم

اتخذ التعليم نقلة نوعية في مجالالتصميم عبر الهوية البصرية التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم في مقتبل العامالدراسي لعام ١٤٤٤ … فكانت رسالة الهوية قائمة على زرع الطموح والشغف والتنافسيةلدى الطلبة ، كما تتضمن قيم الهويةالبصرية الالتزام والاتزان والنشاط والمعرفةوالعلم والامتنان والأفق والشغف … وتضمنت رسالة الهوية البصرية التأكيد على دورالتعليم في تحقيق طموحات المستقبل وتحقيق دور المواطن الذي يعتز بدينه ووطنه وقادةبلاده وينافس على نطاق عالمي

ويأتي أثر الاهتمام بالجانب البصريعلى المتعلم الذي يتلقى عدد لا يحصى من المحفزات البصرية وعند تنمية الثقافةالبصرية لدى الطلاب سينتج لنا جيل مثقف بصريا وذو فكر مختلف وواعي ينعكس على كيفيةتفاعلهم على العلوم المختلفة ويجعل من البيئة التعليمية بصورة مبسطة على معانيالألوان والرموز البصرية. ويعمل على أثر التناسق والاشباع البصري لتؤثر بشكلتفاعلي على ذائقة المتعلم الفنية وتعزز من حسه الإبداعي تجاه رساأل ومعاني المثيراتالبصرية.

３- حركة التصميم في الأيام الوطنية والمواسم الدينية

تشكلت حركة التصميم في المملكة فيكيفية ظهور الأيام الوطنية والمواسم الدينية بشكل يوحد رسالتها ويغذي قوة الترابطبالرسالة السامية التي تقف خلف الصورة المرئية. حيث تؤدي قوة الصورة والرسالةالواحدة إلى قوة الترابط وخلق جو من الروح الوطنية والافتخار بقداسة المواسمالدينية وتمسكنا بها.

４- حركة التصميم في الجهات الحكومية والخاصة  

قدمت العديد من الجهات الحكوميةوالخاصة الى تقديم هوية جديدة تواكب التغيرات وتستجيب للتحديات المعاصرة. فكمانعرف ان كل التغيرات الجذرية تحتتم تغيير وتعديل القيم والاستراتيجيات السابقةلتسهيل التقدم والارتباط بالتغيرات الجديدة

فمرحلة النمو الهائلة والسريعة التيتشهدها المملكة والرؤية تحتدم على جميع الجهات التحرك للحفاظ على مكانتهم الرائدةوالتنافس في الجودة وتقديم أفضل المعايير لتنمية مستقبل اكثر ازدهارا لتحقيقمستهدفات الرؤية.

الخاتمة:

هذه قطرة من بحرالجهود القائمة على مستوى القطاعات ، ناهيك عن الجهود الفردية والابداعية والتيتمثل الوطن في التصميم الإبداعي خير تمثيل.  ومن المهم معرفة أن نمو قطاع التصميم  دائما مايرتقي بنمو جودة الآعمال.

حيث يشكل التصميمحلقة رئيسية في حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، فهو اداةالعون لأغلب هذه القطاعات ويعمل على تحقيق الأهداف عبر تحويلها الى لغة بصريةمؤثرة تعمل على مبدأ ايصال الرسالة المرجوة وغرس معانيها عبر جودة التصميم.

‍